التعليقات

مفاهيم أساسية للتقويم التربوي: القياس التقييم التقويم الاختبار


عفوا، لقد تم منعك من التعليق، رجاء تواصل مع إدارة الموقع.

لا توجد تعليقات

مفاهيم أساسية للتقويم التربوي: القياس التقييم التقويم الاختبار

مفاهيم أساسية للتقويم التربوي: القياس التقييم التقويم الاختبار

Yeslem Dev

Yeslem Dev
@yeslem

نُشِر في 20 فبراير


0

التعليقات:

0


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كثيرا ما يُلاحظ عند التطرق إلى موضوع التقويم التربوي أن هناك العديد من المصطلحات يتجدد ذكرها في هذا الميدان: كالقياس والاختبار والتقييم، وإن عدم التمييز والخلط في مدلولاتها أمر وارد في معظم الأحيان لدى بعض العاملين في ميدان التربية والتعليم، لذلك تستدعي ضرورة البحث الحالي توضيح معاني هذه المصطلحات ودرجة تخصص كل واحد منها والعلاقة فيما بينها.
 
فالقياس في العملية التعليمية يعني إعطاء قيم رقمية أو عددية لمجموعة من الصفات المرتبطة بسلوك معين. على سبيل المثال، قياس تحصيل مجموعة من الطلاب في جزء معين من مقرر دراسي من خلال اختبار تحصيلي. يتم تصحيح الاختبار وتسجيل الدرجات، وتنتهي عملية القياس عند تسجيل هذه الدرجات كقيمة تقديرية.
 
ومع ذلك، يخلط العديد من المعلمين بين القياس والتقويم، ويعتقدون أن التقويم يعني فقط تصحيح الاختبارات وتسجيل الدرجات، معتبرين أن العملية تنتهي هنا. لكن الحقيقة أن القياس هو جزء أساسي من عملية التقويم، بينما ينتهي القياس بتسجيل الدرجات، التي تكون مجرد أرقام خام، فإن التقويم يتجاوز ذلك ليصدر حكما بشأن هذه الدرجات ويقيمها في ضوء الأهداف التعليمية المحددة، وبالتالي، يعد التقويم عملية تقييمية تفحص مدى فعالية الخبرات التعليمية وفقا للأهداف.
 
وسأبين الفرق بين المصطلحات الأربع:
 
مفهوم القياس
 
مهما تعددت الكلمات وتداخلت المعاني المتعلقة بمصطلح "القياس" فانه يمكن إيضاح مفهوم هذا المصطلح على نحو أكثر تفصيلا، وذلك على النحو التالي:
 
1.    القياس ظاهرة واسعة الانتشار في مجال العلوم الانسانية، وهو يستهدف التقدير الكمي للسمة أو القدرة أو الظاهرة المقيسة.
 
2.    القياس يجيب عن السؤال: كم؟
 
3.    تشير نتائج القياس إلى أرقام عددية، إذ إن نتائج القياس تصبح غير ذات مدلول ما لم تعبر عن نفسها رقميا.
 
4.    القياس يشير إلى تلك الإجراءات التي يتم بواسطتها تعيين أو تخصيص قيم عددية لشيء ما وفقا لمجموعة من القواعد المحددة تحديدا دقيقا، بحيث تشتمل هذه القواعد على طرق وشروط تطبيق أدوات القياس المستخدمة.
 
5.    القياس تقدير الظاهر تقديرا كميا أو وصف بيانات في صورة رقمية.
 
مفهوم الاختبار
 
كلمة اختبار في اللغة تحمل معنى الامتحان، وكلمة أختبره تعني "أمتحنه " أو "جربه".
 
وهو: عبارة عن مجموعة من الأسئلة أو المشكلات صممت لتقدير المعرفة أو الذكاء أو غيرهما من القدرات والخصائص، فمفهوم الاختبار يعني ضمنا طلب الإجابة على مجموعة من الأسئلة المعدة سلفا، بحيث نحصل بناء على إجابات المفحوص عن تلك الأسئلة على نتائج تكون في شكل قيم عددية عن سمات وقدرات المفحوص الذي أجاب عن تلك الاسئلة.
 
ويعرف الاختبار في المجالين النفسي والتربوي على أنه إجراءات منظمة تستهدف القياس الكمي، أو الكيفي لمظهر واحد، أو أكثر لسمة، أو قدرة من القدرات عن طريق عينة من السلوك اللفظي أو غير اللفظي.
 
ويعرف أيضا بأنه: مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك أو أنه موقف يتم تصحيحه لإظهار عينة من السلوك.
 
مفهوم التقييم
 
يعتبر التقييم أحد أهم أدوات القياس في مجال التعليم، فهو عملية جمع البيانات لفهم حالة بعينها من خلال القياس والملاحظة، ومن هنا يرتبط هدف جمع البيانات بالأهداف التعليمية نفسها، وهو كذلك مصطلح عام والاختبارات تعد نوع من أنواع التقييم.
 
إذا هو هنا يعني جمع المعلومات من خلال وسائل مختلفة، وللتقييم أنواع عديدة منها التقييم التكويني والتحصيلي (الامتحانات التحريرية والشفوية)، وهو كذلك إعطاء الشيء قيمته وتقييمه، ومن الناحية التربوية هو إصدار حكم عام في ضوء معايير محددة بأن نقول هذا طالب (ضعيف – جيد – ممتاز). والتقييم عملية مستمرة تنتهي بالتقويم.
 
 
مفهوم التقويم
 
التقويم هو: إصدار الأحكام القيمية، واتخاذ القرارات والإجراءات العملية بشأن موضوع أو برنامج ما أو حتى فرد ما، وقد تتأسس الأحكام القيمية على مدى تحقق الأهداف على النحو الذي تحددت به للبرنامج أو المشروع، وقد تتأسس الأحكام على مدى قيمة، أو جدوى، أو فعالية برنامج أو طريقة أو مشروع ما، وذلك بهدف اتخاذ قرارات عملية بشأن الاستمرار في المشروع أو تعديله أو تطويره أو التخلي عنه.
 
ويتجاوز مصطلح التقويم في مفهومه واستخداماته مصطلح القياس، فمصطلح التقويم يعتبر أعم من مصطلح القياس، فالبيانات التي يتم الحصول عليها من عمليات القياس تعد مدخلات بالنسبة لعمليات التقويم، لهذا السبب يمكن اعتبار عملية القياس من متطلبات التقويم، أو مرحلة من أهم مراحله، ولأن عملية التقويم تتأثر بدقة البيانات المتجمعة من عمليات القياس، لذا يصبح من الضروري الاهتمام بسلامة ودقة الأدوات المستخدمة في القياس حتى تكون عملية التقويم عملية دقيقة.
 
وهو كذلك عملية تشخيصية وقائية علاجية تستهدف الكشف عن مواطن القوة والضعف في عملية التعليم - التعلم بقصد تحسينها وتطويرها بما يحقق الأهداف المنشودة " وهذا يعني أن التقويم وسيلة وليس غاية.
 
وهو ينقسم إلى قسمين رئيسين:
 
1.    التقويم القبلي، وهو بدوره ينقسم إلى نوعين:
 
·      التقويم القبلي: وهو قبل البدء في التدريس، وظيفته معرفة ما لدى الطلاب من معلومات عن الموضوع قبل تدريسه.
 
·      التقويم التكويني: يتم أثناء عملية التدريس، ويعتبر تغذية راجعة حول أخطاء الطلاب وصعوبات التعلم.
 
2.    التقويم الشامل (التجميعي)، وهو تقويم يحدث بعد الانتهاء من التدريس، أو فصل دراسي، أو وحدة كاملة.
 
 
الفرق بين التقويم والتقييم
 
التقييم والتقويم يفيدان بيان قيمة الشيء، إلا أن كلمة التقويم صحيحة لغوية وهي الأكثر استعمالا، كما أنها تعني بالإضافة إلى قيمة الشيء تعديل أو تصحيح ما أعوج منه، أما كلمة تقييم فتدل فقط على إعطاء قيمة لذلك الشيء. ومن هنا فإن التقييم يمثل جزءا من التقويم، وأن التقويم أعم وأشمل من مفهوم التقييم، حيث لا يقف فيه الأمر عند حد بيان قيمة الشيء، بل يتعداه إلى محاولة إصلاحه وتعديله بعد الحكم عليه.
 
العلاقة بين التقويم والقياس والاختبار
 
  1. أولا الاختبار
  2. ثم القياس
  3. ثم التقييم
  4. ثم التقويم
 
·      القياس سابق للتقويم وأساس له.
 
·      إن القياس يعد أكثر اتساعا من الاختبار.
 
·      إن التقويم أوسع المصطلحات وأعم وأشمل من كل من القياس والتقويم.
 
·      إن كل الاختبارات مقاييس وليست كل المقاييس اختبارات.
 
·      الاختبار عملية نهائية تقيم جانب واحدا من جوانب الطالب، بينما يمتد التقويم ليشمل جوانب الطالب المختلفة من أجل إعطاء صورة لنمو هذه النواحي.
 
·      الاختبار عملية يقوم بها طرف واحد هو المعلم الذي يضعه ثم يتحيز الزمان والمكان لتطبيقه ثم يقوم بالتصحيح. أما التقويم فهو عملية تعاونية شاملة يشترك فيها كل من له علاقة بالعملية التعليمية.
 
·      إن التقويم يتطلب استخدام كل من المعايير أو المستويات او المحكات كأسس للحكم على الدرجات المتجمعة من عملية القياس بغرض إصدار الأحكام القيمية عليها.
 
·      إن القياس يحدد قيما جديدة للظاهرة المقاسة وفقا لقواعد معينة، في حين يصدر التقويم حكما على هذه القيم وفقا لمحكات ومعايير محددة.
 
·      إن النتائج هي محور اهتمام القياس والتقويم، غير أن كلا منهما يتناولها في حدود وظيفته الأساسية، فالقياس يعني بوصف النتائج وإعطاء تقديرات كمية للسلوك، بينما يعني التقويم بالحكم على قيمة هذه النتائج وأنه أي التقويم يعطي اهتماما خاصا بالمحكات والمعايير.
 
·      يمثل القياس حجر الزاوية بالنسبة لعملية التقويم.
 
·      القياس له وظيفة محددة هي: الحصول على النتائج، في حين التقويم له وظائف متعددة تتمثل في التشخيص والعلاج، والتصحيح، وتحديد الاهداف، واختيار الوسائل، وغيرها.
 
 
المصادر
 
1.    عماد عزيز الغزاوي، العلاقة بين التقويم والقياس، جامعة المثنى.
 
2.    مفاهيم أساسية في القياس والتقويم، الجامعة المستنصرية
 
3.    القياس والتقويم، جامعة الملك عبد العزيز